الجاسوس رقم واحد في إسرائيل .. من هو رئيس الموساد الجديد ؟

الجاسوس رقم واحد في إسرائيل .. من هو رئيس الموساد الجديد ؟

  • الجاسوس رقم واحد في إسرائيل .. من هو رئيس الموساد الجديد ؟

فلسطيني قبل 3 سنة

الجاسوس رقم واحد في إسرائيل .. من هو رئيس الموساد الجديد ؟

حتى مساء يوم الثلاثاء، لم يكن اسم نائب رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي معروفاً لدى الإسرائيليين أو غيرهم، وعندما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في 15 كانون الأول (ديسمبر) الماضي عن تعيين خليفة لرئيس الجهاز الحالي يوسي كوهين، اكتفى بالرمز له بالحرف (د) وسمح للإعلام الإسرائيلي بنشر أنه يشغل منصب نائب رئيس كوهين فقط، بانتظار أن يجتاز تعيينه مصادقة "لجنة تعيين كبار الموظفين في الدولة" برئاسة القاضي المتقاعد في المحكمة العليا اليعيزر غولدبيرغ.

بقي اسمه سرياً، وبقي تاريخ الرجل غامضاً لما يقارب 5 أشهر ونيفاً، لكن بعد تعقد الوضع القانوني حول إمكان تعيينه في هذا المنصب الحساس، لأن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت منع تعيينه دائماً، لأنه بحسب اللوائح القانونية ممنوع على الحكومات الانتقالية إجراء تعيينات دائمة لكبار الموظفين، برغم أن التعيين لا يحتاج مصادقة الحكومة الإسرائيلية، إلا أنه يحتاج أن يقوم رئيس الحكومة بإبلاغ الوزراء بذلك، لكن لإدراك مندلبليت استحالة أن تقوم في إسرائيل حكومة مستقرة قريباً، وبأن جهازاً مهماً وحساساً مثل "الموساد" يحتاج للاستقرار وتعيين رئيس دائم له لإتمام مهامه الاستخباراتية ووظائفه الخاصة، وبعد دراسة مطولة تمت المصادقة أمس على تعيين رئيس جديد لجهاز الموساد خلفاً لكوهين، على أن يتسلم مهام منصبه في غضون أسبوع تقريباً، تحديداً في الأول من حزيران (يونيو) المقبل بعد أن ينهي كوهين مهامه ويحال للتقاعد. وفق ما نشرت النهار العربي.

بعد التماس ضد الرقابة العسكرية قدمه يوسي ميلمان، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، سمح بنشر اسم رئيس جهاز الموساد الجديد، فلا ذريعة أمنية لمنع نشر اسمه، كما أن المنع يخرق التقليد المتبع منذ عام 1996.

من هو رئيس جهاز "الموساد" الجديد؟

ديفيد بارنيع الملقب (دادي) ولد في عسقلان وترعرع في ريشون ليتسيون (عيون قارة) يبلغ من العمر 56 عاماً، متزوج ولديه أربعة أبناء، يعيش في منطقة هشارون من عائلة يهودية هربت من ألمانيا النازية عندما وصل هتلر الى السلطة، نشأ وترعرع في بيت صهيوني، والده كان جندياً في تنظيم البلماح (سرايا الصاعقة) الجيش غير الرسمي للمستوطنين اليهود خلال فترة الانتداب البريطاني، وقاتل مع الكتيبة الثالثة للتنظيم في معركة الاستيلاء على مدينة صفد، أما والدته نعومي فقد ولدت على سفينة المهاجرين غير الشرعيين (باتريا) وكانت معلمة ومربية ومديرة مدرسة، في سن 15 التحق بالمدرسة الداخلية العسكرية في تل أبيب بدافع تطوير قدراته القيادية في الجيش، لذلك غادر المنزل الى المدرسة الداخلية.

عام 1983 التحق بارنيع بالجيش الإسرائيلي وكان جندياً ومن ثم ضابطاً في دورية هيئة الأركان، خدم في كتيبة "ساييرت متكال" عندما تم تسريح أصدقائه من الخدمة العسكرية، أرجأ برنيع تسريحه من الخدمة عاماً واحداً لاستكمال نشاط عملياتي حساس وذي أهمية استراتيجية كان يقوم به، بين الأعوام 1989-1992 غادر إسرائيل الى نيويورك لدراسة إدارة الأعمال في معهد نيويورك للتكنولوجيا، بعدها حصل على الماجستير في إدارة الأعمال وتخصص في إدارة التمويل من جامعة باس وتخرج بتفوق مع مرتبة الشرف بدرجة عميد كلية.

يتحدث بارنيع العبرية والإنكليزية والعربية، إضافة الى لغات أخرى، من هواة العدو مسافات طويلة، يصفه أصدقاؤه، بحسب الإعلام الإسرائيلي، بأنه شخص متواضع ومستقيم لكنه خشن، في منتصف التسعينات عمل خبيراً اقتصادياً في الدائرة التجارية لبنك الاستثمار المركزي الإسرائيلي، ومحللاً أول ومدير أعمال في شركة "كلال" الإسرائيلية، وكان يعتبر نجماً صاعداً في القطاع الاقتصادي، خلال عمله في قطاع المال والبنوك روّج لعمليات هامة للدمج والاستحواذ وتفوق في إدارة التفاوض والأعمال المالية.

نقطة التحوّل

بحسب سيرة بارنيع، فإن نقطة التحول في حياة هذا الرجل بدأت بعد تدهور الأوضاع الأمنية في إسرائيل نتيجة العمليات التي حدثت منتصف التسعينات، وبعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1995، قرر بارنيع أنه لا يستطيع الاستمرار بروتين حياته كالمعتاد والتقدم في مساره العملي، لذلك قرر تغيير ملامح حياته والانضمام الى جهة أمنية كبيرة، لذلك اختار جهاز الموساد.

عام 1997 أنهى بارنيع دورة تدريبية لضباط جمع المعلومات، وبرز كمحترف ذي قدرات تشغيلية عالية، في أواخر التسعينات ذهب بارنيع في مهمة طويلة الى الخارج في دولة أوروبية، وعمل جنباً الى جنب مع يوسي كوهين الشهير باسم "كالان" الذي شغل أيضاً منصب رئيس فرع "الموساد" في ذلك البلد، وخلال عملهما المشترك تمكن الاثنان من إنجاز مهام وعمليات جريئة في الدولة الأجنبية التي أقاما فيها لسنوات، عام 2003 حصلا سوية على جائزة الأمن الإسرائيلي بعد إتمام مهمة وصفت بعملية فريدة من نوعها.

يعتبر بارنيع أحد المقربين من الرئيس السابق للموساد مئير داغان، إذ رقاه داغان عام 2007 في موقعين عمليانيين مختلفين بين 2013 و2019، بينما كان كوهين المعلم الأكبر. إلا أن بارنيع قضى معظم حياته العملية في قسم "تسوميت" المختص بتجنيد العملاء وتفعيلهم، المكان الذي يتعلم فيه الجاسوس الإسرائيلي كيف يشخص محيطاً متغيراً ويتخذ التدابير اللازمة لحماية نفسه والحصول على معلوماته، بعدها شغل منصب نائب رئيس قسم "كيشت" المخصص للملاحقات والاقتحامات والعمليات في دول القاعدة، وهي الدول التي لا تربط إسرائيل بها علاقات دبلوماسية، تعيينه عام 2019 نائباً لكوهين ورئيساً لقسم العمليات أعطاه دورة كاملة ومليئة جداً بما يتضمنه المنصب الجديد، خلال هذه الفترة تمكن الاثنان من تنفيذ عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني.

جهاز الموساد والمتغيرات الإقليمية

سيحصل بارنيع على هذا الإرث في حالة مختلفة وجديدة تماماً، ولديه عمل كثير ليقوم به. أحد هذه التحديات سيكون الحفاظ على شبكة علاقة الموساد في الشرق الأوسط، المهمة الثانية ستكون إقناع الدول بأن شيئاً لم يتغير، والحفاظ على العلاقات الهشة مع الدول التي وقعت اتفاقيات سلام وتطوير هذه العلاقات التي من الممكن أن تكون في خطر كبير إذا انفجر الوضع الفلسطيني انفجاراً أكبر، ناهيك بمحاولة تجنيد المزيد من الدول لعملية السلام، كما أنه سيصل الى منصبه في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لتوقع اتفاق نووي مع إيران، فهل سيتمكن من الاستمرار في تفجير منشآت نووية وتصفية عملاء؟

في نظر المحللين الإسرائيليين، كانت لدى يوسي كوهين قدرة على التكيف مع الواقع المتغير، كما كانت لديه القدرة على الأخذ بزمام الأمور والمبادرة واستغلال كل الفرص المتاحة لاحتياجات جهاز الموساد، فمثلاً فهم أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هي فرصة لمرة واحدة لن تتكرر لأجل الخروج من العمليات المجنونة التي يقوم بها الموساد، في الموساد أكثر من 7000 موظف. موظف واحد قادر على إحداث خلل دراماتيكي، وفي الجيش الإسرائيلي والموساد أقسام بحاجة للإنعاش العاجل والتفكير بكيفية استغلالها أو تقليصها لمصلحة أقسام ومنظومات أخرى، فالموساد برأي الإسرائيليين هو "قدس أقداس" جهاز الاستخبارات. هناك من قال يوماً "الفلسطينيون لم يعودوا يهمون أحداً حتى انتهت الجولة الماضية"، فقد أثبتت المجريات كم أن الفلسطينيين حاضرون وبقوة وأن الشرق الأوسط مكان ديناميكي، ومن يمارس استراتيجية الأمس فيه يخسر الجولة بأكملها.

FacebookTwitterWhatsAp

 

التعليقات على خبر: الجاسوس رقم واحد في إسرائيل .. من هو رئيس الموساد الجديد ؟

حمل التطبيق الأن